موقفنا من المجمتع الدولي الجديد للدكتور : موفق الربيعي
صفحة 1 من اصل 1
موقفنا من المجمتع الدولي الجديد للدكتور : موفق الربيعي
موقفنا من النظام الدولي الجديد
الدكتور موفق الربيعي
كفاني من تحدث قبلي في اليومين الماضيين الكثير. ولكني لاحظت شيئين من مجريات الاحاديث:
اولهما: الاسهاب في انتقاد اميركا وحلفاءها على اقدامهم على الاعلان عن النظام الدولي الجديد وأن هذا النظام صيغ لمصلحتهم. وضد مصلحتنا وأقول لهؤلاء الاخوة: هل كنا نتوقع غير هذا؟ هل نتوقع نظاماً تضعه اميركا ضد مصالحها ومن أجل مصالحنا. ولكن المهم كيف نتعامل مع هذا النظام؟
لقد انتقد من سبقني اميركا وحلفاءها وأحسن النقد لان في نقد هذا الشيطان اللعين الذي اسمه اميركا ثواب كثير وسوف التحق بركب الاخوة الذين سبقوني في اللعن لانهل معهم من هذا الثواب. ولكني سوف القي كذلك نظرة فاحصة وهادئة إلى مواطن الضعف الاميركي وكيف نستطيع ان نستغلها لصالح العالم الاسلامي وجعله قوّة ان لم تكن اقوى فلتكن بموازاة الند لأميركا وحلفاءها الغربيين.
والملاحظة الثانية: لقد تم التركيز والحديث عن غيرنا وماذا يضمر لنا وما يُخطط ضدنا. ولم نتحدث إلاّ القليل عن انفسنا وعالمنا الاسلامي وحركتنا الإسلامية. وعندما يتسنى لنا حضور المؤتمرات التي يعقدها الغربيون نلحظ ان معظم الحديث والبحوث تتعلق ببلدانهم وما تفعله وليس ما يفعله وليس ما يفعله الآخرون لهم.
في بداية حديثي ادعو الاخوة إلى شيء من التعقل والموضوعية عند التعامل مع هذا النظام.
دعونا نتساءل اولاً هل هنالك نظام دولي جديد بالفعل؟ وما الجديد فيه بالمقارنة بما سبقه؟ هل يحمل في طياته افضل مما حوت الانظمة السابقة؟
هل هو نظام دولي جديد أم نظام اميركي يراد به حكم العالم والتسلط على موارده وادامة انفراد اميركا في دكتاتورية العالم؟ ام دولي بالفعل ملزم لمن وضعه مثلما هو ملزم لمن وُضع له؟
اسئلة عريضة يقتضي الاجابة عليها، تأليف المطولات ولكني سوف اركز على محاور ثلاثة:
ماهية النظام الدولي الجديد وتوقع كيفية تطوره في السنوات القادمة وما هو تأثيره على العالم الاسلامي وما هو موقف الاسلاميين منه؟
ايها الاخوة:
ان اهداف النظام الدولي الجديد حسب ما اعلنته اميركا في منتصف عام 1991 هي حفظ السلام والامن والاستقرار في العالم وسيادة حكم القانون وتطبيق مبادىء العدالة الاجتماعية وحفظ الحريات العامة وحقوق الإنسان واستعمال الطرق السلمية لحل النزاعات الاقليمية والقومية. اما الوسيلة لتحقيق هذه الاهداف فهي قيادة اميركية للعالم تكون من خلال تعزيز القدرة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة الاميركية.
هذا هو النظام الدولي الجديد كما اعلنه الرئيس بوش في عام 1991.
دعوني اقول في البدء ان من السابق لأوانّه علمياً وتاريخياً القول بوجود نظام عالمي جديد بمجرد اعلان اميركا عنه. اذ ان كل ماحدث حتى الآن انما هو سقوط انظمة سياسية واقتصادية في الاتحاد السوفيتي واوروبا الشرقية وتفكك هذه الدول وتفجير صراعات قومية وعرقية في الجمهوريات السوفيتية دون ان يعني ذلك حدوث تغييرات محددة ونهائية على جوهر النظام الدولي القديم، بل دون ان يعني وقوع تغيير جذري ونوعي على توجهات القوى التي لم تتعرض للانهيار والتفكك مثل اميركا واوروبا اللتان احتكرتا النفوذ والتأثير السياسي خلال المرحلة التاريخية السابقة.
ان التفكك والسقوط الذي اصاب العالم الشيوعي وانظمته، صحيح انّه يعني ـ فيما يعني ـ انتهاء عصر القطبية الثنائية في العلاقات الدولية ولكن لا يعني انفراد اميركا في الساحة الدولية أو دخول العالم في عصر القطب الأوحد ولكننا نلاحظ ظهور اقطاب عدة وبروز التعددية الجديدة واستقطابات من نوع جديد، تتمثل في الصراع الاقتصادي بين الكتل التي تشغل ساحة التنافس التجاري والاقتصادي فى العالم مثل كتلة اميركا وكتلة اوروبا وكتلة اليابان وكتلة الصين وكتلة روسيا. وإذا كان هذا الصراع لا تبدو منه حتى الآن إلاّ معالمه الاقتصادية فان احداً لا يملك القطع بأنه لن يتحول في مراحل تالية إلى صراع ومنافسة شاملة لها معالمها السياسية والعسكرية.
ايها الاخوة:
ان النظام الدولي الجديد لا يقوم فقط على اساس المبادىء الاخلاقية المعلنة في العدل والسلام والديمقراطية وغيرها وانما يقوم وبشكل اساسي على مبدأ اعادة توزيع القوة العالمية إلى اقطاب جديدة وهي اميركا، اوروبا، اليابان، الصين، روسيا، لانه لا يعني توزيعاً للاخلاق والقيم في العدل والسلام على محاور العالم بقدر ما يعني توزيعاً جديداً لعناصر القوة في العالم. ولم يتم لحد الآن حسم موضوع توزيع القوة إلى المحاور الرئيسية في شكله النهائي. وهنا يمكن للعالم الاسلامي ان يدخل كقطب سادس من اقطاب القوة في العالم إذا احسنا اظهار عناصر القوة الموجودة فينا والتي نعود إلى ذكرها فيما يلي من البحث:
ان الاعلان عن النظام الدولي الجديد بعد انتهاء أعمال مؤتمر الامن والتعاون الاوروبي في ايلول 1990 لا يعني ان شكله النهائي قد اكتمل ولكنه قد دخل مرحلة التشكل والتكوين. وهو يواجه تحديات منها ما ذكرته قبل قليل في تعدد الاقطاب حسب توزيع القوة ومنها اختلاف طبيعة القوة. ففي النظام الدولي القديم كانت القوة العسكرية هي الحاسمة ولكن اختلفت الآن طبيعة القوة الحاكمة فأصبحت القوة الاقتصادية هي التي تقرر قوّة أو ضعف هذا القطب أو ذاك. ولازال كل ذلك في طور التشكل والتكوين وسوف يأخذ عدة عقود من الزمن حتى يتبلور النظام الدولي الجديد واقطابه بشكله النهائي فتتعاظم اهمية القوة الاقتصادية وتتضاءل اهمية القوة العسكرية.
فالمرحلة التالية سوف تسودها المنافسة الاقتصادية الشديدة بين القوى والاقطاب المتعددة. كل يحاول ان يدافع عن مصالحه القومية. فالمنافسة سوف لا تكون عسكرية كما كانت في الماضي وانما اقتصادية ويمكن ان يدخل فيها لاعبون آخرون غير اللاعبين التقليديين. فبالاضافة إلى اميركا وروسيا والصين واليابان واوروبا يمكن ان يدخل العالم الاسلامي بما لديه من موارد طبيعية اهمها النفط بالاضافة إلى موقعه الاستراتيجي الذي يصل القارات الثلاثة آسيا واوروبا وافريقيا وكذلك ما يكتنزه من حضارة اسلامية وتراث وتاريخ ونظم تتماشى مع روح العصر.
وبكلمة موجزة: فاننا نلاحظ ان هناك ملامح تعدد حقيقي في توزيع عناصر القوة الدولية وما يرتبط به من احتمالات التعدد القطبي الجديد. وأميركا وان ظلت القوة الاولى في النظام الدولي الجديد ربما إلى نهاية القرن إلاّ انها ستواجه ـ نظراً للتغيير في توزيع عناصر القوة ـ تحديات جديدة وتنتهي اطلاق القوة الاميركية وتعلن نهاية انفرادها بالحركة المستقلة لتحل محلها قوى اخرى وكتل اقتصادية قوية لها اسس حضارية وثقافية تختلف جزئياً عن حضارة الغرب مثل اليابان والصين وتختلف كلياً عن حضارة الغرب مثل العالم الاسلامي.
اذن ايها الاخوة..
فالنظام الدولي الجديد يحمل من الفرص الكثيرة بقدر ما يحمل من المخاطر الكثيرة على العالم الاسلامي. ومخاطره واضحة وجلية تتمثل بتمسك اميركا بالانفراد في قيادة العالم. وفرض قيم الحضارة الغربية ونمط تفكيرها وثقافتها على المسلمين لجعل العالم الاسلامي رقعة بلا تاريخ ولا تراث ولا جذور ولا ذاكرة ولا هوية ولا مصالح مستقلة وتهدم الحضارة والثقافة الإسلامية وتمسخ الإنسان المسلم.
وكذلك تستمر في اسناد الدكتاتوريات القائمة في اقاليم العالم الاسلامي والمتربطة بالغرب وتدعم الكيان الصهيوني من اجل ان يتعاظم دور اسرائيل داخل العالم الاسلامي سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً. بالاضافة إلى استمرار اميركا بامتصاص ثروات الشعوب الإسلامية.
ايها الاخوة:
لا نحتاج إلى عناء كبير لاثبات عدوانية اميركا على العالم الاسلامي ولا كشف نواياها الشريرة تجاه المسلمين في كل مكان.
وإلاّ لماذا بقاء الحلف الاطلسي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي؟
ولماذا بقاء الآلة العسكرية الرهيبة والترسانة النووية في اوروبا على ابواب العالم الاسلامي؟ من أين الخطر والتهديد لمصالح الغرب؟
لقد واجه الاميركيون انفسهم صعوبة التحديد الدقيق لمصدر التهديد الخارجي لاميركا في عصر ما بعد الحرب الباردة. وقال باول رئيس الاركان الاميركي «ان مشكلة اميركا الآن هي ان عدوها اصبح غير معروف» ولكن الوثيقة السرية التي تسربت من البنتاغون تكشف عن نوايا اميركا وتشير إلى «ان الهدف الاساسي في الاستراتيجية الجديدة هو الوصول إلى مصادر النفط في الخليج مع القدرة على ردع أي محاولة لتهديد هذه المصادر من الداخل أو الخارج وضمان الوصول إلى الممرات المائية والجوية».
ومع كل ذلك فان دراسة متفحصة ودقيقة تظهر ان هناك غموضاً كبيراً في الموقف الاميركي من العالم الاسلامي وهناك فراغاً يمكن ملئه. وهذا الغموض وهذا الفراغ سببه ما يجري من عملية ترويج ان العالم الاسلامي هو الطرف المرشح لخلافة الشيوعية في معاداة الغرب والواقع ان العالم الاسلامي وفي أحسن الاحوال يمكن ان يصبح في المستقبل المنظور احد اقطاب القوى الستة المبنية على القوة الاقتصادية.
وهذا الترويج النشط والالحاح المبالغ فيه في خطورة العالم الاسلامي وقع من جانب الدوائر السياسية والاعلامية في اميركا واوروبا وهي تتناول ظاهرة الصحوة الإسلامية التي اختارت لها الدوائر الغربية ومن خلفها الصهيونية اسم الاصولية الإسلامية. ومن اجل تفسير هذا الموقف الحاد والغريب للاعلام الغربي لابد ان نشير إلى وجود دور صهيوني خلف هذه الحملة والذي يستهدف المحافظة على العلاقة الخاصة بين اسرائيل واميركا وذلك لان خصوصية العلاقة بين اسرائيل والغرب بدأت تواجه احتمالات تراجع في اعقاب اختفاء الشيوعية وزوال خطرها عن منابع النفط في الخليج.
وبعد حرب الخليج التي لم يكن لاسرائيل دور فيها واعتماد اميركا على دول اقليمية اخرى مما هدد اسرائيل بفقدان دورها الرئيسي فبدأت تبحث لهاعن دور جديد لحفظ مصالح الغرب في مواجهة الإسلام. ان ظاهرة الترويج للخصومة بين العالم الاسلامي والغرب تقوم به الصهيونية العالمية من اجل اقناع الغرب بأهمية اسرائيل وحيويتها وعدم قدرة الغرب على التخلي عنها حتى في النظام الدولي الجديد.
والمتتبع للاعلام والسياسة الغربية اثناء وبعد حرب الخليج يلاحظ عدم التطابق بين المصالح الاسرائيلية والمصالح الاميركية في منطقة الشرق الاوسط. فرغم تشابه المصالح ولكن باستطاعتنا ملاحظة فجوة ولو صغيرة في مصالح الطرفين.
ويدعم التخوف الاسرائيلي من اعلان اميركا لمبادىء النظام الدولي الجديد وقد ظهر ذلك في عدة مواقف اوضحها عبّر عنه الصهيوني هنري كسينجر عندما قال لمجلة النيوزويك في مقتبل عام 1991 ما نصه «ان النظام الدولي الجديد هو ضد مصالح اميركا ولا ينبغي للرئيس الاميركي متابعته بجدية».
ومن اجل فهم الدور الاسرائيلي في النظام الدولي الجديد لابد من تذكر القاعدة الاساسية التي قامت عليها دولة اسرائيل وهي ان تكون اداة تنفيذ لاهداف الغرب ورعاية مصالحه في الشرق الاوسط. فكان دورها ابان الحرب الباردة هو مواجهة الخطر الشيوعي لمنعه من تهديد منابع النفط في الخليج وضرب حركات التحرر الوطني في العالم الاسلامي. اما الآن وبعد زوال الخطر الشيوعي عن منابع النفط فيلخص الرئيس الاميركي الدور الجديد للكيان الصهيوني ويقول:
«اننا ثروة استراتيجية للغرب لا يمكن الاستغناء عنها. لأن اي رئيس اميركي لا يستطيع ان يضمن ان يقوم غداً اسلامي اصولي بالقفز على السلطة بعد حسني مبارك ويحول مصر إلى ايران ثانية».
فاسرائيل تريد بهذا اقناع الغرب ان الخطر لازال محيطاً بمنابع النفط ولكن هذه المرة ليس من الشيوعية ولكن من الاصولية الإسلامية ودور اسرائيل هو الحفاظ على مصلحة الغرب بالوقوف ضد هذه الاصولية الإسلامية
ايها الاخوة:
نلاحظ ان الإسلام وبعد 14 عاماً من الثورة الإسلامية في ايران يظهر مرة اخرى كطرح سياسي ليس في الشرق الاوسط فحسب ولكن في شمال افريقيا والجمهوريات السوفيتية. فأخذ الإسلام يظهر كقوة سياسية مستقبلية واخذ يتقدم لمعارضة الهيمنة الغربية على العالم وسوف يقود الإسلام ليس العالم الاسلامي فحسب ضد الهيمنة الغربية وانما العالم الثالث باسره فيكون الشمال بقيادة اميركا والجنوب بقيادة الإسلام.
لقد انقسمت مواقف المسلمين من النظام الدولي الجديد فهي تتراوح بين الانهيار التام الذي أصاب بعض المثقفين والسياسيين والحكام الذين انهزموا امام الحضارة الغربية بحيث اصبحوا لا يرون سوى ما يسمح لهم برؤيته ولا يرددون سوى الشعارات التي يصوغها الغرب ثم يطرحها لهم، وهزيمة هؤلاء كاملة إلى درجة انهم لا يتخيلون امكانية تحدي النظام الدولي الجديد الذي تحاول ان تفرضه الحضارة الغربية على العالم. وبين الرفض التام للنظام الدولي الجديد لانه حسب وجهة نظرهم ليس سوى النظام القديم واستمرار له من حيث نمط الاستغلال والتبعية والنمو اللامتكافىء ويعتبرون النظام الدولي الجديد ليس إلاّ النظام الغربي بمدنيته المادية التي يعتبرها اصحابه نموذجاً يجب احتذاءه وهو عالمي ودولي بالقوة والفرض وليس بالصلاحية والاهلية. ويعتبر هؤلاء ان الاساس الاخلاقي للنظام الدولي الجديد هو اساس علماني وهو واجهة كاذبة تختفي ورائها مصالح قديمة بأغلفة جديدة لنفس القوى التوسعية والتسلطة التي قام عليها النظام القديم. وانّه لا يسمح ولا يتسح ابداً لقوى العالم الثالث أو الثقافات والحضارات الاخرى بالمشاركة في بناءه أو تطويره وهذا موقف سلبي لا يكلف صاحبه العناء أو الجهد الكبير ويلقي عن اكتافه اية مسؤولية للعمل ويستدعي الخمول والانعزال.
ان الباحثين والسياسيين الاسلاميين مدعوون جميعاً إلى اعتبار هذه القضية من اهم القضايا الاساسية التي تواجه الاُمّة وهي تحتاج إلى موقف عملي وواقعي بعيداً عن روح التشنج والانفعال حتى يسير العالم الاسلامي في سياسة واحدة هي اما سياسة الاقتراب من النظام الدولي الجديد ومحاولة تغييره وتطويره لصالحنا أو سياسة الاغتراب والابتعاد وبعبارة اخرى اما سياسة الانفصال عنه أو سياسة الاتصال به.
علينا كأسلاميين ان لا نستعمل العموميات ونتبع الغوغائية ونتخذ مواقفنا على عجل. وينبغي ان نكون علميين موضوعيين في تحليلنا وموقفنا من النظام الدولي الجديد. فلا نستسلم له من جهة ولا نرفضه جملة وتفصيلا من جهة اخرى.
فينبغي علينا:
1ـ التركيز على تعددية الاقطاب وتوزيع القوة في العالم وجعل العالم الاسلامي احد الاقطاب الستة.
2ـ التركيز على ان القوة الحقيقية في المرحلة القادمة هي قوّة الاقتصاد وفي العالم الاسلامي الموارد الطبيعية والموقف الاستراتيجي في ملتقى القارات الثلاثة والطاقات البشرية.
3ـ الدعوة للتركيز على دور فعال ومتجدد للامم المتحدة والمنظمات الدولية في عملية الامن الجماعي لا حباً أو ايماناً بالامم المتحدة وانما من اجل التقليل من الدور القيادي الاميركي للعالم. خاصة إذا عملنا على الحد من السيطرة الاميركية على هذه المنطقة الدولية.
4ـ الدعوة إلى نشر مراكز القدرة والقوة إلى محاور عديدة لان القوى الجديدة سوف يكون لها اولويات تختلف عن اولويات أميركا. ومصالح قومية تختلف عن المصالح القومية الاميركية.
5ـ العمل على جعل العالم الاسلامي احد اقطاب القوى الستة في العالم من خلال موارد الارض «في النفط والماء» وموقعه الجغرافي الذي يتوسط العالم ووحدة قواه السياسية كل ذلك من خلفه حضارة وثقافة اسلامية متينة تعطي للمبادىء المعلنة للنظام الدولي الجديد بعداً ايديولوجيا وروحياً.
ايها الاخوة:
ان اميركا تعلم جيدا ان التهديد الحقيقي لا يأتي من أي مكان آخر غير الجماهير. يأتي من داخل الشعوب الإسلامية وهو موجة ضد الحكام المرتبطين بالغرب. فالمعضلة التي تواجه اميركا هي معضلة سياسية وليست عسكرية لانها لا تستطيع مواجهة الشعوب بالقنبلة الذرية. فالأمن الاقليمي ليس مهدداً إلاّ من شعوب المنطقة والحكام الموالون للغرب ليسوا مهددين إلاّ من شعوبهم. فمشكلة اميركا في عالمنا الاسلامي ليست مشكلة عسكرية وانما مشكلة سياسية وهي لا يمكن حلها عسكرياً انما الحل يكون سياسياً.
ان مصدر التهديد لمصالح اميركا هو داخلي وشعبي وسياسي ألا وهو عداء الجماهير المسلمة للغرب. وسبب ذلك هو القهر والظلم المزدوج الذي تعاني منه الجماهير من داخلها بواسطة الحكام ومن خارجها من اميركا.
فجوهر الامن والاستقرار في منطقتنا وعالمنا الاسلامي لابد ان ينبع من الداخل، من الشعوب الإسلامية والسبيل الوحيد لذلك بأن تأخذ اميركا عملائها من الحكام وترحل عن العالم الاسلامي.
مواضيع مماثلة
» أزمة النظام الدولي الجديد
» منهجية للدكتور عمار عوابدي
» المركزية واللامركزية للدكتور عمار بوضياف .
» محاضرات القانون الاداري للدكتور مازن ليلو
» جميع المحاضرات في المنازعات الادارية للدكتور : سدراتي
» منهجية للدكتور عمار عوابدي
» المركزية واللامركزية للدكتور عمار بوضياف .
» محاضرات القانون الاداري للدكتور مازن ليلو
» جميع المحاضرات في المنازعات الادارية للدكتور : سدراتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى